فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 207

رَّحِيمٌ [التوبة: 117 [، ولم يجيء رحمان بعباده، ولا رحمان بالمؤمنين، مع ما في اسم (الرحمن) الذي هو على وزن فعلان من سعة هذا الوصف، وثبوت جميع معناه الموصوف به[1] .

وقال الشيخ ابن عثيمين: «الرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله لا يطلق على غيره ومعناه: المصتف بالرحمة الواسعة الرحيم يطلق على الله وعلى غيره

ومعناه: ذو الرحمة الواصلة، فإذا اجُمِعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} » [2] .

وأما البسملة فمعناها: أدخلُ في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك باسم الله لا بحولي ولا بقوتي، بل أفعل هذا الأمر مستعينًا بالله متبركًا باسمه تبارك وتعالى، هذا في كل أمر تسمي في أوله من أمر الدين وأمر الدنيا، فإذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينًا به متبرئا من الحول والقوة كان هذا أكبر الاسباب في حضور القلب وطرد الموانع من كل خير. وقد ثنى المؤلف بعد البسملة بذكر الحمد؛ لأنه من أفضل الذكر وأبلغ الثناء لله تعالى.

أيهما أفضل التسبيح أم التحميد؟ ذكر ابن رجب [3] - رحمه الله- أن التسبيح دون التحميد في الفضل كما جاء ذلك صريحًا في الأحاديث كقوله «الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد الله تملأن أو تملأ ما بين السموات

(1) مدرج السالكين (1/ 56) .

(2) ثلاثة الأصول, لابن عثيمين (ص:12) .

(3) انظر: جامع العلوم والحكم (2/ 18)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام