عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: اطَّلع النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل القَلِيب فقال: (وجدتم ما وعد ربكم حقًا) ، فقيل له: تدعوا أمواتًا؟ فقال: (ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون) ، رواه البخاري (1) .
وفي رواية: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنهم الآن يسمعون ما أقول) فذكر لعائشة، فقالت: إنما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق) ، ثم قرأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] حتى قرأَتْ الآية (2) .
وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها-، أنه ذُكر عندها: أن ابن عمر رفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الميت ليعذب في قبره ببكاء أهله عليه) ، فقالت: وَهَلَ ابن عمر -رحمه الله-، إنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنه ليعذب بخطيئته وذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن) ، قالت: وذاك مثل قوله: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على القليب، وفيه قتلى بدر من المشركين، فقال لهم مثل ما قال: (إنهم ليسمعون ما أقول) ، إنما قال: (إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق) ، ثم قرأت: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ، وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي
(1) صحيح البخاري: كتاب الجنائز، باب: ما جاء في عذاب القبر (1/ 462) ح (1304) ، وكتاب المغازي، باب: شهود الملائكة بدرًا (4/ 1476) ح (3802) ، وانظر: تخريج الرواية الثانية.
(2) البخاري: كتاب المغازي، باب: قتل أبي جهل (4/ 162) ح (3760) ، وأخرج ما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- في كتاب الجنائز، باب: ما جاء في عذاب القبر (1/ 462) ح (1305) .