فهرس الكتاب
الصفحة 669 من 741

واستدل أصحاب هذا القول على أن سائر الكفار لا تنفعهم حسناتهم في الآخرة بعدة أدلة (1) ، منها:

1 -قوله تعالى عن الكفار: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) } [المدثر: 48] .

2 -وقوله: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) } [الفرقان: 23] .

3 -حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: (لا إنه لم يقل يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) ، رواه مسلم (2) .

4 -حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها) ، رواه مسلم (3) .

القول الثاني: أن هذا التخفيف ليس خاصًا في أبي طالب، وإنما هو عام في سائر الكفار، فجزاء خيراتهم تخفيف العذاب عنهم، وعلى هذا يكون معنى المنفعة في الآية غير معنى المنفعة في الحديث: فالمراد بها في الآية: الإخراج من النار، والمراد بها في الحديث: التخفيف من العذاب (4) .

(1) انظر: الجامع لشعب الإيمان (2/ 61 - 62) ، والتذكرة (2/ 15) ، والنهاية لابن كثير (2/ 37) ، والفتح (11/ 431) .

(2) صحيح مسلم (3/ 87) ح (214) .

(3) صحيح مسلم (17/ 155) ح (2808) .

(4) انظر: المنهاج للحليمي (1/ 390) ، والجامع لشعب الإيمان (2/ 59) ، والمعلم (1/ 207) ، و (3/ 198) ، وإكمال المعلم (8/ 341) ، وشرح النووي على مسلم (3/ 87) ، والنهاية في الفتن (2/ 37) ، ومجموع الفتاوى (1/ 144) ، والفتح (11/ 431) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام