فهرس الكتاب
الصفحة 591 من 741

المطلب الأول: سياق الحديث المتوهم إشكاله وبيان وجه الإشكال

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بارزًا يومًا للناس، فأتاه جبريل -فذكر أنه سأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم- قال: متى الساعة؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأَمَة ربها(1) ، وإذا تطاول رعاة الإبل البُهْم في البنيان ... )، متفق عليه (2) .

وفي رواية للبخاري: (إذا ولدت الأمة ربتها) .

وفي رواية لمسلم: (إذا ولدت الأمة بعلها) (3) .

(1) قال ابن الأثير في النهاية (2/ 179) :"الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيِّم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى". [وانظر: تهذيب اللغة (15/ 128) مادة: (رب) ، والصحاح (1/ 117) مادة: (ربب) ، والمجموع المغيث (1/ 721) ] .

(2) البخاري في موضعين: كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل -عليه السلام- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة (1/ 27) ح (50) ، وفي كتاب التفسير، باب: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} (4/ 1793) ح (4499) .

ومسلم: كتاب الإيمان، باب: الإيمان والإسلام والإحسان (1/ 275) ح (9) ، و (1/ 278) ح (10) .

(3) قال النووي في شرحه على مسلم (1/ 273) :"الصحيح في معناه أن البعل هو المالك أو السيد، فيكون بمعنى: ربها، قال أهل اللغة: بعل الشيء: ربه ومالكه، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- والمفسرون في قوله -سبحانه الله وتعالى-: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} أي: ربًا، وقيل: المراد بالبعل في الحديث الزوج ... إلا أن الأول أظهر، لأنه إذا أمكن حمل الروايتين في القضية الواحدة على معنى واحد كان أولى، والله أعلم". =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام