فهرس الكتاب
الصفحة 554 من 741

والسفاريني (1) ، وسليمان بن عبد الله (2) ، وغيرهم (3) ، وذكره ابن الجوزي وجهًا من أوجه الجمع (4) .

قال النووي بعد ذكره لحديث أنس -رضي الله عنه-: (لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله الله) ، وحديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق) قال:"وأما الحديث الآخر: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة) فليس مخالفًا لهذه الأحاديث، لأن معنى هذا: أنهم لا يزالون على الحق حتى تقبضهم هذه الريح اللينة قرب القيامة، وعند تظاهر أشراطها، فأطلق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهي في القرب، والله أعلم" (5) .

وقال ابن حجر بعد ذكره لحديث أنس المتقدم:"والجمع بينه وبين حديث: (لا تزال طائفة) : حمل الغاية في حديث: (لا تزال طائفة) على وقت هبوب الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن ومسلم، فلا يبقى إلا الشرار، فتهجم الساعة عليهم بغتة" (6) .

القول الثاني: أن الساعة كما أنها تقوم على الأشرار فهي تقوم أيضًا على الأخيار، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي ... ) ، وأما التنصيص

= والأدب، برزنجي الأصل، ولد وتعلم بشهرزور ورحل إلى عدة بلدان ثم استقر بالمدينة فتصدَّر للتدريس، توفي رحمه الله سنة (1103 هـ) له كتب منها: الإشاعة لأشراط الساعة، وأنهار السلسبيل في شرح تفسير البيضاوي. [انظر: الأعلام (6/ 203) ، ومعجم المؤلفين (3/ 292) ] .

(1) انظر: لوامع الأنوار (2/ 152 - 153) .

(2) انظر: تيسير العزيز الحميد (380) .

(3) انظر: مجموع الفتاوى (18/ 296) ، وفتح المجيد (312) ، وشرح العقيدة الواسطية (2/ 379) ، والقول المفيد (1/ 413، 495) كلاهما للعثيمين.

(4) انظر: كشف المشكل (4/ 142) .

(5) شرح النووي على مسلم (2/ 492) ، وانظر: (13/ 70) .

(6) الفتح (13/ 19) ، وانظر: (13/ 77، 85، 294) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام