فهرس الكتاب
الصفحة 329 من 741

علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالته؟ قال: نعم، قال: فتلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق) (1) .

ب- وأما اللفظ الثاني: ففيه أن موسى -عليه السلام- لام آدم -عليه السلام-، على الإهباط إلى الأرض، فاحتج عليه آدم بأن معصيته مكتوبة عليه قبل أن يخلق بأربعين سنة.

وهذا اللفظ تفرد به مسلم عن يزيد بن هرمز وعبد الرحمن بن الأعرج -علمًا أنه قد جاء عن ابن الأعرج ما يوافق اللفظ الأول، كما تقدم- ونص هذا اللفظ كما عند مسلم: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: (احتج آدم وموسى -عليهم السلام- عند ربهما، فحج آدم موسى، قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء وقربك نجيًا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدم: فهل وجدت فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] ؟ قال: نعم، قال: أفتلومني على أن عملت عملًا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنةً) ، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: (فحج آدم موسى) (2) .

= الشهوات والشيطان المسبب عنهما الإغواء، والغي ضد الرشد وهو الانهماك في غير الطاعة"فتح الباري (11/ 507) ."

(1) متفق عليه: البخاري تعليقًا: كتاب القدر، باب: تحاج آدم وموسى عند الله (6/ 2439) ح (6240) . ومسلم -واللفظ له-: كتاب القدر، باب: حجاج آدم وموسى -عليه السلام- (16/ 440) ح (2652) .

(2) صحيح مسلم: كتاب القدر، باب: حجاج آدم وموسى -عليهم السلام- (16/ 440) ح (2652) .

-وجاء هذا اللفظ من هذه الطريق عند عبد الله بن وهب في كتاب القدر (53، 54) ح (1، 2) .

-وجاء هذا اللفظ أيضًا من طريق همام بن منبه كما عند الإمام أحمد في مسنده =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام