فهرس الكتاب
الصفحة 255 من 741

والخلاصة أن الحديث صحيح بشواهده إن شاء الله تعالى.

قال الألباني رحمهُ اللهُ:"حديث عائشة وحديث أنس بطريقيه ... إذا ضُمَّا إلى إسناد حديث أبي هريرة، اعتضد الحديث بمجموعها، وارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالى" (1) .

إذا تبين هذا وأن الحديث بمجموع طرقه صالح للاحتجاج به، فهل التردد المضاف إلى الله تعالى فيه يكون صفة من صفاته أم ماذا؟

سلك أهل العلم في هذا مسلكين:

المسلك الأول: إجراء الحديث على ظاهره، والأخذ بمدلوله في إثبات التردد صفة لله تعالى، على ما يليق بجلاله وعظمته، مع القطع بكون تردده سبحانه ليس كتردد المخلوق، لأنه جلَّ وعلا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ، فليس مثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.

وقد نص على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية (2) والشيخ عبد العزيز بن باز، عليهما رحمة الله.

قال الشيخ ابن باز:"التردد وصف يليق بالله تعالى لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، وليس كترددنا، والتردد المنسوب لله لا يشابه تردد المخلوقين، بل هو تردد يليق به سبحانه، كسائر صفاته جل وعلا" (3) .

المسلك الثاني: تأويل الحديث وصرفه عن ظاهره، وذلك بنفي صفة التردد عن الله تعالى، وإلى هذا ذهب الشوكاني رحمهُ اللهُ، وهو مسلك عامة

= العلوم والحكم (2/ 332) ، وابن حجر في الفتح (11/ 342) ، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 270) :"رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم"، وانظر: السلسلة الصحيحة (4/ 188) .

(1) السلسلة الصحيحة (4/ 190) .

(2) انظر: مجموع الفتاوى (18/ 129 - 131) ، و (10/ 58) .

(3) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (9/ 417) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام