عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أحد أصبر على أذىً سمعه، من الله، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم) ، متفق عليه (1) .
قال ابن القيم:"أشكل هذا الاسم -يعني: الصبور (2) - على كثير من"
(1) البخاري في موضعين: في كتاب التوحيد، باب: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) } (6/ 2687) ح (6943) ، وفي كتاب الأدب، باب: الصبر على الأذى (5/ 2262) ح (5748) .
ومسلم: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب: لا أحد أصبر على أذىً يسمعه من الله عزَّ وجلَّ (17/ 151) ح (2804) .
(2) ذهب بعض أهل العلم -كابن منده والبيهقي وقوام السنة أبي القاسم الأصبهاني وابن القيم وابن حجر والسعدي وغيرهم عليهم رحمة الله- إلى تسمية الله تعالى بالصبور، ومُعوَّل أكثرهم على حديث سرد الأسماء، وهو حديث لا يصح، وقد تقدم بيان حاله في المبحث الثالث، فراجعه إن شئت، وقد يكون مُعوَّل بعضهم على الاشتقاق من اللفظ الوارد في الحديث. [انظر: على الترتيب: التوحيد (2/ 142) ، والأسماء والصفات (1/ 148) ، والحجة في بيان المحجة (2/ 489) ، وعدة الصابرين (420) ، وفتح الباري (13/ 361) ، والحق الواضح المبين، مطبوع ضمن المجموعة الكاملة لمؤلفات السعدي (3/ 241) ] .
وأما صفة الصبر فهي ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلاله، كما هو مدلول هذا الحديث.