فهرس الكتاب
الصفحة 236 من 741

وقال: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه} [التوبة: 62] ، وقال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] (1) .

وأما استدلال أهل الحلول والاتحاد بهذا الحديث على مذهبهم الفاسد، فلا شك أنه استدلال باطل، لا يقره شرع ولا عقل، بل إن هذا الحديث قد تضمن الرد عليهم، لأن الله تعالى يقول: (أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ ) ، ويقول: (أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ ) (2) .

فلو كان الله تعالى عين المريض والجائع لقال في الأولى: لوجدتني إياه، ولقال في الثانية: لوجدتني أكلته (3) .

كما أن الحديث قد فرق وميَّز بين العابد والمعبود، والرب والمربوب، وهذا نقض صريح لعقيدة الحلول والاتحاد (4) .

وقد اتفقت كلمة المسلمين قاطبةً -فضلًا عن علمائهم- على بطلان عقيدة الحلول والاتحاد، وأنها كفر صريح، يجب تنزيه الله تعالى عنها، فالرب رب، والعبد عبد، وليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في

(1) انظر: مجموع الفتاوى (2/ 392، 462) ، و (6/ 28) ، و (11/ 76) ، والجواب الصحيح (3/ 393) .

(2) قال ابن القيم في مدارج السالكين (3/ 429) :"تأمل قوله في الإطعام والإسقاء: (لوجدت ذلك عندي) ، وقوله في العيادة: (لوجدتني عنده) ، ولم يقل لوجدت ذلك عندي، إيذانًا بقربه من المريض، وأنه عنده لذله وخضوعه وانكسار قلبه، وافتقاره إلى ربه، فأوجب ذلك وجود الله عنده، هذا وهو فوق سمواته مستو على عرشه، بائن من خلقه، وهو عند عبده" [وانظر: مدارج السالكين (1/ 324) ، وشفاء العليل (2/ 221) ، ومجموع الفتاوى (2/ 392) ، وبيان تلبيس الجهمية، القسم السادس (1/ 285 - 299) ] .

(3) انظر: الاستغاثة في الرد على البكري (1/ 214) ، والجواب الصحيح (3/ 334) ، ومجموع الفتاوى (2/ 462، 392) .

(4) انظر: مجموع الفتاوى (2/ 391) ، و (11/ 76) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام