فهرس الكتاب
الصفحة 320 من 447

السهسواني في"صيانة الإِنسان"القول في تعليل حديثه هذا، ومحمد بن عوف فيه مقال.

فلم تسلم الأحاديث الثلاثة من الطعن.

وتأول التقي ابن تيمية حديث عطية- على فرض صحته- بأن حق السائلين لله الإِجابة، وحق العابدين له الإِثابة، فسؤاله بهذا الحق سؤال له بأفعاله، كالاستعاذة بمعافاته في حديث: «اللَّهُمَّ! إنِّي أعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبِمُعافاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْكَ أَنْت كَمَا أثْنَيْتَ على نَفْسِكَ» . أخرجه مسلم عن عائشة (133) رضي الله عنها، وهذا الحق أوجبه على نفسه تفضلًا منه ورحمة، فقال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] ، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ] [الروم: 47] ، كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 103] ، {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} [التوبة: 111] ، بسط هذا التأويل في"رده على البكري" [ص:43] ، وعرج عليه في"رسالة التوسل والوسيلة" [ص:49] .

وتأول السهسواني حديث محمد بن عوف في"صيانة الإِنسان"بقوله:"إن"

(تنبيه) :

تصحّف"محمد بن عوف"في مطبوعة"الفتح" (2/ 95) إلى"محمد بن عون"! فظن السهسواني في"صيانة الإنسان" (ص 202 - ط 5) أنه الخراساني، فنقل من"ميزان الذهبي"قول الشائي فيه:"متروك"، وقول البخاري:"منكر الحديث"، وقول ابن معين:"ليس بشيء"!

وقد تابعه المؤلف- عفا الله عنا وعنهما- على هذا الوهم كما ترى، والله الموفق الهادي إلى الصواب.

(133) أخرجه مسلم (1/ 352/ رقم: 486) عن عائشة؛ قالت: فقدتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلةً من الفِراش، فالتمسته، فوقعتْ يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ ... » الحديث.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام