فهرس الكتاب
الصفحة 315 من 447

بين الصبر ودعائه له، فأصر على اختيار دعاء رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأمره بالوضؤ وصلاة ركعتين، ثم الدعاء بهذا اللفظ: «اللَّهُمَّ! إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ! إنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِي، اللَّهُمَّ! فَشَفِّعْهُ فِيَّ» (126) .

والتوجه بالنبي معناه التوجه بدعائه، دل على هذا المحذوف اختيار الأعمى لدعاء الرسول [- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] بعد تخييره له بينه وبين الصبر، وأمره للأعمى بالدعاء بعد دعائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ نظير ما أخرجه مسلم وغيره من قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمن سأله مرافقته في الجنة: «أَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» (127) ؛ فنصح لهما بعبادتي الصلاة والدعاء لمناسبتهما للمطلوب.

(126) صحيح: أخرجه أحمد (4/ 138) ، والترمذي (10/ 32 - 33/ 3649) ، والنسائي في"عمل اليوم والليلة" (658 و659 و660) ، وابن ماجه (1385) ، وابن خزيمة (2/ 225 - 226/ 1219) ، والحاكم (1/ 313 و519 و526 - 527) ، والطبراني في"الكبير" (9/ 17 - 18/ 8311) ، و"الصغير" (1/ 306 - 307/ 508) عن عثمان بن حُنيف رضي الله عنه.

وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح غريب"؛ وقال الحاكم في الموضع الأول:"صحيح على شرط الشيخين"، وفي الموضع الثاني:"صحيح الإِسناد"، وفي الأخير:"صحيح على شرط البخاري"، ووافقه الذهبي فيها، وقال الطبراني بعد ذكر طرقه:"والحديث صحيح"قاله في"الصغير"، ونقله عنه المنذري في"الترغيب" (3/ 67) .

وقد صححه أيضاً البيهقي وأبو عبد الله المقدسي وابن تيمية كما في"مجموع الفتاوى" (1/ 265 وما بعدها) .

(127) أخرجه مسلم (1/ 353/ 489) عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنتُ أبيتُ مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأتيته بِوَضُوئهِ وحاجته، فقال لي:"سَلْ". فقلتُ: أسألك مرافقتك في الجنَّة. قال:"أوغير ذلك؛". قلتُ: هو ذاك. قال:"فأعني ..."فذكره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام