فهرس الكتاب
الصفحة 5 من 45

يُوضِّحه أن مبدأ الغلو عند الخوارج في تكفير علي بن أبي طالب، رضي الله عنه نتج عنه غلو معاكس تماماً في تأليه علي والاعتقاد فيه بما لا يجوز إلا لله عز وجل، واعتقاد أنه نبي، أو وصي للنبي صلى الله عليه وسلم.

ثم كانت فتنة القدرية بنفي قدرة الله على مرادات خلقه، والتي صاحبها ردة فعل عند الجهمية أتباع الجهم بن صفوان السمرقندي تمثل في القول بالجبر، ثم فتنة تعطيل الله عز وجل وأسمائه نتيجة لمسلك التشبيه والتجسيم لدى بعض غلاة الروافض الأول.

وهكذا فالمرجئة نتيجة لشدة قول الخوارج والمعتزلة في مرتكب المعاصي ...

* والمسلك الذي أسير عليه هو ذكر المسائل التي حصل فيها الغلو ثم تضمينه لبعض الفرق الغالية - وهو منهج أبي الحسن الأشعري في المقالات - مخالفاً لجمهور أهل المقالات الذين يسردون الفرق ثم يذكرون خلال سردها أقوالهم في مسائل الدين وأصوله.

والله أسأل أن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه محققاً للزلفى لديه، وأن يعظم أجورنا ويحاذنا سخطه، ويورثنا به الفردوس الأعلى من الجنة، ويوفقنا لمنهج العدل في الأقوال والأفعال والمقاصد، ويجنبنا أسباب الغلو وبواعث سخطه وصلى الله وسلم على رسوله وآله وسلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام