فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 42

إن علم الإنسان وإيمانه أنه سيموت فقط غير كاف في تربيته على فعل الخير وترك الشر، لأنه لا يوجد عاقل في الأرض إلا وهو يعلم علم اليقين أهن سيموت، فلا بد لتربية الإنسان على فعل الخير وتر الشر من غرس الإيمان باليوم الآخر في نفسه وتعليمه ما يكون فيه من أهوال وجزاء، وإلا فالذي لا يؤمن باليوم الآخر كلما ذكر الموت ازداد ضراوة وشراهة في التمتع بالشهوات وازداد تمرده على القوانين وحقوق الناس ما لم يتيقن من وجود رادع له بالمرصاد.

ولهذا تجد الإيمان باليوم الآخر يقترن بالإيمان بالله تعالى في الإثبات وما يترتب عليه وفي النفي وما يترتب عليه في القرآن والسنة معاً.

كما قال تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين} [البقرة: 8] وقال تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 62] وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن بالله واليوم الآخر قال فمن كفر فأُمتِّعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير} [البقرة: 126] وقال تعالى: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ... } [البقرة: 177] وقال تعالى: {ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر} [البقرة: 232] وقال تعالى: {ليسوا سواء، من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهمن عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين} [آل عمران: 113 - 114] وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء: 59] وقال تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} [التوبة: 18] .

وقال تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} [التوبة: 29] ، وقال تعالى: {لا يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون} [التوبة: 44 - 45] ، وقال تعالى: {وماذا عنهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقكم اله وكان الله بهم عليماً} [النساء: 39] .

هذه الآيات واضحة أنه يترتب على الإيمان بالله واليوم الآخر العمل الصالح في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة، ومعنى هذا أن الذي يغرس في نفسه الإيمان باليوم الآخر فيؤمن به حقاً لا يرتكب معصية الله تعالى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام