التعليم يربي الأجيال ويصوغهم صياغة عقدية وفكرية وسلوكية واجتماعية وسياسية واقتصادية خاصة، بحيث يسير الجيل المتعلم حسب أسس معينة وأهداف محدد بوسائل معدة لتحقيق ذلك كله.
لهذا ترى كل دولة مهما كبرت أو صغرت تحاول أن تضع لمناهج تعليمها أهدافاً معينة وتوجد لتحقيق ذلك الوسائل الممكنة المؤدية إلى تحقيق تلك الأهداف من كتاب ومدرس ونشاط منهجي أو غير منهجي، وكذلك وسائل الإعلام فإنها كالتعليم في الهدف وإن اختلفت في الوسيلة والتأثير.
وفي هذا الفصل ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في مقاصد التعليم والإعلام في الشعوب الإسلامية.
إن مقاصد التعليم والإعلام يجب أن يتجه لتحقيقها التعليم والإعلام في بلاد المسلمين هي مقاصد الشريعة الإسلامية وعلى رأسها الضرورات الخمس السابقة: حفظ الدين، وحفظ النسل، وحفظ العقل، وحفظ المال بالطرق الشرعية التي وردت في الكتاب والسنة وما استنبطه منهما علماء المسلمين المجتهدين وحيث أنه سبق أن ذكرت خلاصة لهذه المقاصد في مباحث لكل واحد منها فإني أكتفي بذلك في هذا المبحث، ولكني أنبه على شيء مهم جداً، وهو أن تحقيق هذه المقاصد والأهداف يحقق كل ما يصبو إليه المجتمع من الخير والرفاه والقوة والعزة فماذا يريد المجتمع بعد تحقيق حفظ دينه ونفسه وعقله ونسله وماله؟
إن هذا الحفظ لهذه الأمور لا يأتي إلا بتوجيه جهود الأمة كلها، كل في تخصصه إلى تحقيق الأسباب المؤدية إلى ذلك ومحاربة كل وسيلة أو سبب يؤدي إلى الاعتداء عليها أو الضرر بها أو إهمالها.
المبحث الثاني: إعداد الأكفاء.
فإذا وضع المنهج على أساس تحقيق تلك المقاصد فإنه يجب أن يعد الرجال الأكفاء الذي يضطلعون بتطبيق ذلك المنهج: الأكفاء الإداريون والفنيون والمعلمون والمؤلفون وغيرهم، بحيث يكونون مؤمنين بتلك المقاصد ووجوب تحقيقها عندهم علم وخبرة يستطيعون أن يحققوا بها تلك المقاصد، أمناء على مصالح الأمة، حتى يكونوا قادرين على صياغة الأجيال صياغة علمية وعملية تطبيقية.
المبحث الثالث: الصفاء الإعلامي.
إن أجهزة الإعلام في أكثر الشعوب الإسلامية تهدم أكثر مما تبني، لأن موادها الإعلامية لا تخلوا من