فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 42

وقد عني علماء المسلمين بهذه الضرورات، وبينوا أنها أقوى المراتب في مصالح العباد وأنها هي مقصود الشرع [راجع الموافقات للشاطبي (2/ 4) بتحقيق محمد محي الدين والمستصفى للغزالي (1/ 286 - 288) ] .

وبعد هذا نذكر المباحث الخمسة وخلاصة في كل مبحث لبيان أن كل واحدة من هذه الضرورات لابد من حفظها وتوجيه الشباب إلى تحقيق ذلك الحفظ لها.

المبحث الأول: حفظ الدين.

ويدل على ضرورة حفظه وجوب العمل به بعد الدخول فيه والإيمان به، وأن من لم يدخل فيه ولم يعمل به فهو خاسر في الدنيا والآخرة، ومن دخل فيه ومن آمن به فهو فائز في الدنيا والآخرة، والحد الأدنى للعمل بهذا الدين هو التزام فرائضه واجتناب نواهيه.

قال تعالى: {والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [سورة العصر] .

فإذا ما اشتغل المسلم بحفظ هذا الدين بالعمل بالحد الأدنى منه فقط كان عضواً صالحاً في المجتمع وكان بعيداً عن تناول ما حرم الله ورسوله عبادةً لربه وليس خوفاً من الناس فقط وسلم من الخسران، ومثل هذا لا يخشى منه أن يتعاطى المسكرات والمخدرات.

ومن حفظ هذا الدين: الدعوة إليه، كما قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا من اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} [يوسف: 108] .

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث أصحابه لإبلاغ الناس هذا الدين بالرسائل أو بالبقاء بينهم لتعليمهم ودعوتهم وهكذا أصحابه من بعده [راجع البخاري (2/ 125) ومسلم (1/ 5) ] .

ومن يوجه لدعوة الناس من الشباب ويشغل بها فسيكون قدوة حسنة للعمل بالإسلام والاستقامة والخلق ومثله سيكون مجتنباً لكل المحرمات وبخاصة تلك التي لا يتعاطاها إلا أرذال الناس كالمسكرات والمخدرات.

ومن وسائل حفظ هذا الدين: الجهاد في سبيل الله الذي يكون فرض عين على كل مسلم عندما لا توجد طائفة قائمة به كافية.

والشباب الذي يهتم به فيوجه إلى التدريب على وسائل الجهاد في سبيل الله والاستعداد لمقارعة الأعداء ليس مثل الشباب الفارغ الذي تكون أهدافه هابطة ينظر إليها تحت أقدامه، فالأول يذكر اله في كل أحيانه ويعلم أن سبيل الله معناه دينه الذي يجب أن ينصر وترفع رايته، والآخر لا يفكر في غير الأكل والشرب والتمتع بالحياة، وإذا هم بشيء من التدريب فإنما يهتم بتقوية عضلاته تقوية ليس وراءها شيء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام