فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 42

الفصل الأول

غرس الإيمان في النفوس وتربية المجتمع على تطبيق الإسلام في الحياة.

وفي هذا الفصل مبحثان:

المبحث الأول: غرس الإيمان في النفوس.

الإيمان في اللغة: التصديق [ينازع بعض العلماء في أن المراد بالإيمان في اللغة التصديق ولكن المقام لا يتسع لمناقشة ذلك، راجع الفتاوى لابن تيمية (7/ 123) ] ، ويتعدى باللام كقوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} [يوسف: 17] أي وما أنت بمصدق لنا.

وأما الإيمان في الشرع فالراجح أنه: (تصديق بالقلب وقول باللسان، وعمل بالجوارح) فإذا أطلق شمل ذلك كله.

فالمراد بالإيمان ما عناه الله تعالى في القرآن الكريم والسنة وفهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم من السلف الصالح وهو التصديق الجازم بكل ما أخبر الله به من الغيب، وهو يشمل أصول الإيمان الستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وما تفرع عنها مما ورد به الكتاب والسنة الصحيحة وليس المراد بالإيمان مجرد ما تعرف عليه أهل الأديان المنحرفة الذي مضمونه علاقة شخصية بين الإنسان وربه لا شأن له بنشاطه في الحياة.

فإن هذا ليس هو الإيمان الذي جاء به القرآن، إذ الإيمان الذي نزل به لا ينفك عنه العمل الصالح المبني على العلم النافع، كما قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} [الحجرات: 15] .

هذا ولست أريد أن أطيل هنا الكلام على أصول الإيمان الستة كلها، فضلاً عما يتفرع منها، وإنما أريد أن أضرب أمثلة فقط يتضح بها أن غرس الإيمان في النفوس هو أعظم واق من أمراض المعاصي، ومنها تعاطي المسكرات والمخدرات، وهذه الأمثلة تتعلق بالإيمان بالله، والإيمان بكتاب الله الذي هو القرآن، والإيمان باليوم الآخر.

الإيمان بالله:

ولست أيضاً بمطيل في الكلام عن الإيمان بالله بذكر كل ما يتعلق بذاته تعالى من كونه خالقاً ورباً وإلهاً، وإنما أضرب لذلك مثالين:

أحدهما: يتعلق بعلمه الشامل المحيط بكل شيء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام