فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 42

المبذولة لمقاومتها.

واعتراف المريض بمرضه واهتمامه به خطوة طيبة في سبيل علاجه، وعليه أن يفكر في أسباب وجود هذا المرض فقد يكون أهم أسبابه تقصيره في الوقاية منه فيجب أن يتلافى ذلك التقصير، وهو إذ يبحث عن علاج له عليه أن يعرض نفسه على الطبيب المختص الذي عنده المقدرة على تشخيص الدواء ووصف الدواء فإذا تمكن من ذلك فيجب أن يتناول الدواء الذي وصفه له ذلك الطبيب.

وها نحن نعترف بالمرض وهو تعاطي المسكرات والمخدرات ونبحث عن الطبيب الذي يشخص الداء ويصف الدواء ولعلنا نعترف هنا جميعاً أن طبيبنا هو شرع الله الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة مما يحتاج الناس فيه إلى هداية إلا بينها وجلاها كما أنه لم يغادر صغيرة ولا كبيرة من أسباب الفساد في الأرض إلا حذر منها وعراها، وإذا كانت هذه أو تلك قد تخفي على من بعد عن التفقه في هذا الدين، فإنها غير خافية على فقهائها، ولكل مجال رجال.

هذا وقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع - وهو وقاية المجتمع من تعاطي المسكرات والمخدرات - لأن الأصل هو الوقاية من المرض، كما أن الوقاية قد تكون العلاج الحاسم للمرض بعد وقوعه.

وهذا البحث من هذا القبيل، إذا طبق ما تضمنه فإنه وقاية وعلاج، وقاية للمريض وغيره، وعلاج للمريض وما يكون وقاية وعلاجاً خير مما يكون علاجاً فقط.

هذا وقد اشتمل على سبعة فصول:

الفصل الأول: غرس الإيمان في النفوس، وتربية المجتمع على تطبيق الإسلام في الحياة.

الفصل الثاني: الاهتمام بتربية الأسرة.

الفصل الثالث: وجوب السعي لتحقيق الأهداف العليا التي تحيا بها الشعوب.

الفصل الرابع: صرف الشباب إلى ميادين التزكية والجهاد.

الفصل الخامس: إقامة قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الفصل السادس: جعل منهاج التعليم والإعلام محققة لمقاصد الإسلام.

الفصل السابع: الحكم بما أنزل الله.

وإني لأرجو أن يكون هذا البحث نافعاً للوقاية من كل الأمراض الوبيئة التي تفشت في مجتمعاتنا الإسلامية وفي غيرها.

وإذا كانت التجربة كما يقال خير برهان فليجرب من يريد للشعوب الإسلامية السعادة والنجاة من كل شر تطبيق ما تضمنه هذا البحث.

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام