المنكر وإنما يختفي الأفراد الذين يصرون عليه ولا يجاهرون به، فالمجتمع في هذه الحالة مجتمع نظيف يرفض الدنس ويحارب الأمراض ويقي نفسه من انتشارها، والعصاة يشعرون بأنهم مرضى يحتاجون إلى علاج ينالون به الشفاء حتى يعودوا إلى المجتمع أسوياء أصحاء مقبولين.
أما إذا تركت المعاصي تنتشر ولم يغير المنكر فإن تلك المعاصي تشب في المجتمع كما تشب النار في الهشيم وعندئذ يصعب إطفاء تلك النار الشاملة.
ولعل هذا يوضح لنا السبب في انتشار المسكرات والمخدرات بشكل مخيف في كثير من بلدان المسلمين التي أُقِرَّت فيها المنكرات الكثيرة وبدأ ولاة الأمور يشعرون بالخطر من المخدرات فأخذوا يحاولون محاربتها ولكن بأساليب شبيهة يقطع أغصان الأشجار المتدلية التي تزيدها قوة وجمالاً ولم يحاولوا اجتثاث الشجرة من أصلها وذلك بتربية الشعوب على الإيمان والعمل الصالح ونشر الأخلاق الفاضلة ومحاربة الأخلاق السيئة الفاسدة كلها.
إن الاستعانة بالإسلام عند الحاجة لمحاربة بعض المنكرات وعدم أخذه وتطبيقه كاملاً هي شبيهة باستنجاد دول الغرب بالإسلام في محاربة الشيوعية فقط في بعض بلدان المسلمين فهل يليق بالمسلمين أن يكونوا كذلك؟