فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 122

فأخذناه، أي: أخذنا فرعون بالعقوبة وهو أن الله أغرقه هو وقومه في البحر ثم أدخلهم النار: / مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا / [نوح: 25] . فصار في النار في البرزخ، قال تعالى: / النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا / [غافر: 46] . هذا في البرزخ قبل الآخرة، يعرضون على النار صباحًا ومساء إلى أن تقوم الساعة، وهذا دليل على عذاب القبر، والعياذ بالله، / وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ / [غافر: 46] هذه ثلاثة عقوبات:

الأولى: أن الله أغرقهم ومحاهم عن آخرهم في لحظة واحدة.

الثاني: أنهم يعذبون في البرزخ إلى أن تقوم الساعة.

الثالثة: أنهم إذا بعثوا يوم القيامة يدخلون أشد العذاب، والعياذ بالله.

وكذلك من عصى محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فإن مآله أشد من مآل قوم فرعون؛ لأن محمدًا هو أفضل الرسل فمن عصاه تكون عقوبته أشد.

أخذًا وبيلا، أي: شديدًا قويا لا هوادة فيه، / وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ / [هود: 102] .

فهذه الآية دليل على منة الله علينا بإرسال الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إلينا، وأن الغرض من إرساله أن يبين لنا طريق العبادة، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار كما دخل آل فرعون النار لما عصوا رسولهم موسى عليه الصلاة والسلام.

وكذلك أعداء الرسل كلهم هذا سبيلهم وهذا طريقهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام