فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 122

دليل الخشية قوله تعالى: / فَلَا تَخْشَوْهُمْ / [البقرة: 150] [19] .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[19] الخشية نوع من الخوف، وهي أخص من الخوف، وقيل: الخشية: خوف يشوبه تعظيم، قال تعالى: /فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي /أمر الله سبحانه وتعالى بخشيته وحده.

وقال تعالى في الآية: / فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ / فأمر بخشيته سبحانه وتعالى، وقال في صفة المصلين: / وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ / [المعارج: 27] أي: خائفون، هؤلاء خواص الخلق يخافون الله عز وجل، وقال عن الملائكة: / يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ/ [النحل:50] خواص الخلق من الملائكة والرسل والأولياء والصالحين يكونون على غاية عظيمة من خشية الله عز وجل والخوف منه سبحانه وتعالى والرهبة منه، فالرهبة والخوف والخشية، كلها بمعنى واحد وإن كان بعضها أخص من بعض، إلا أنها يجمعها الخوف من الله سبحانه وتعالى، وهذه من صفات الأنبياء وعباد الله الصالحين، وهي أنواع عظيمة من أنواع العبادة، وهي من أعمال القلوب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام