فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 122

قال رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم [1]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ابتدأ رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة اقتداء بكتاب الله - عز وجل -، فإن أول ما يقع عليه بصرك في المصحف وقبل كل سورة منه"بسم الله الرحمن الرحيم".

فالبداءة بها في الرسائل وفي الكتب وفي المؤلفات اقتداء بكتاب الله - عز وجل -، وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكتبها في أول رسائله حينما يكتب إلى الأمراء والرؤساء وإلى من في أقطار الأرض يدعوهم إلى الإسلام يبدأ كتابته"ببسم الله الرحمن الرحيم".

وكان - صلى الله عليه وسلم - يفتتح أحاديثه وكلامه"ببسم الله الرحمن الرحيم"مما يدل على أن البداءة"ببسم الله الرحمن الرحيم"سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما أن سليمان - عليه السلام - لما كتب إلى بلقيس ملكة سبأ بدأ كتابه"ببسم الله الرحمن الرحيم": / قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ /إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ /سورة النمل الآية 31 أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَاتُونِي مُسْلِمِينَ / [النمل: 29 - 31] ينبغي البدء"ببسم الله الرحمن الرحيم"في كل أمر له أهمية وكل مؤلف له أهمية وله قيمة، وكل رسالة.

وعلى هذا فالذين لا يبدءون مؤلفاتهم ورسائلهم"ببسم الله الرحمن الرحيم"هؤلاء تركوا السنة النبوية والاقتداء بكتاب الله - عز وجل -، وربما بسبب ذلك أن كتبهم هذه ورسائلهم ليس فيها بركة وليس فيها فائدة؛ لأنها إذا خلت من"بسم الله الرحمن الرحيم"فإنها منزوعة الفائدة.

لماذا تركوا"بسم الله الرحمن الرحيم"؟ إنما تركوها لأنها سُنة، وهم ينفرون من السنة، أو يقلدون من ينفر من السنة، فينبغي التنبه لمثل هذا.

فمعنى"بسم الله الرحمن الرحيم": الاستعانة باسم الله.

فقوله: بسم الله: جار ومجرور متعلق بمحذوف، تقديره: أستعين بسم الله الرحمن الرحيم، أو أبتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم تبركا بها واستعانة بالله - عز وجل -.

فهي مطلع عظيم للكلام وللكتب والرسائل، فالإنسان يستعين بالله في بدايتها ويتبرك باسمه سبحانه وتعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام