فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 122

وقد أنكر الله - عز وجل - عليهم فقال: / أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ / مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ / [القلم: 35، 36] وقال تعالى: / أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ / [الجاثية: 21] .

وقال تعالى: / أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ / [ص:28] . فهذا لا يمكن ولا يكون أبدًا.

بل أرسل إلينا رسولًا [4] .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[4] لما كانت العبادة لا يجوز أن نأخذها من استحساننا أو تقليد فلان وعلان من الناس؛ أرسل الله إلينا رسلًا تبين لنا كيف نعبده؛ لأن العبادات توقيفية لا يجوز أن يعبد الله بشيء إلا بما شرعه.

فالعبادات توقيفية على ما جاءت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، فالحكمة من إرسال الرسل أن يبينوا للناس كيف يعبدون ربهم، وينهونهم عن الشرك والكفر بالله - عز وجل - هذه مهمة الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: /من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد / [1] فالعبادة توقيفية، والبدع مردودة، والخرافات مردودة، والتقليد الأعمى مرفوض لا تؤخذ العبادات إلا من الشريعة التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: بل أرسل إلينا رسولًا: هو محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين أرسله ليبين لنا لماذا خلقنا؟ ويبين لنا كيف نعبد الله - عز وجل -، وينهانا عن الشرك والكفر والمعاصي، هذه مهمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد بلَّغ البلاغ المبين، وأدى الأمانة، ونصح الأمة - عليه الصلاة والسلام -، وبين ووضح، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وهذا كما في قوله تعالى: / الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / [المائدة: 3] .

فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار [5]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[5] قوله: من أطاعه: أي فيما أمر به دخل الجنة.

وقوله: ومن عصاه: أي فيما نهى عنه دخل النار.

وهذا مصداقه كثير في القرآن قال تعالى:/ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ / [النساء: 80] ، وقال تعالى: / وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ / [النساء: 64] ، وقال سبحانه: / وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا / [النور: 54] ، وقال تعالى: / وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ / [النور: 56] ، فمن أطاعه اهتدى ودخل الجنة، ومن عصاه ضل ودخل النار، قال - صلى الله عليه وسلم: /كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى / [2] .

فقوله - صلى الله عليه وسلم: أبى، أي أبى أن يدخل الجنة.

(1) سبق تخريجه ص 8

(2) أخرجه البخاري (7280) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام