فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 121

ب - ومرة يكشف السر للنظارة، و يترك أبطال القصة عنه في عماية، وهؤلاء يتصرفون وهم جاهلون بالسر، و أولئك يشاهدون تصرفاتهم عالمين، حيث تتاح لهم السخرية من تصرفات الممثلين!

وقد شاهدنا مثلا من ذلك في قصة أصحاب الجنة (إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين. ولا يستثنون .... ) وبينما نحن نعلم هذا، كان أصحاب الجنة يجهلونه: (فتنادوا مصبحين. أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين. فانطلقوا و هم يتخافتون .... ) وقد ظللنا نحن النظارة نسخر منهم وهم يتنادون و يتخافتون، و الجنة خاوية كالصريم حتى انكشف لهم السر بعد أن سخرنا نحن منهم (قالوا إنا لضالون. بل نحن محرومون) وذلك جزاء من يحرم المساكين.

ج - ومرة يكشف بعض السر للنظارة وهو خاف على البطل في موضع وخاف على النظارة والبطل في موضع آخر في القصة الواحدة مثال: قصة عرش بلقيس فمفاجأة أنه صرح ممرد من قوارير ظلت خافية علينا و على بلقيس حتى فوجئنا بسرها معها.

ذ - ومرة لا يكون هناك سر، بل تواجه المفاجأة البطل و النظارة في آن واحد فقد فوجئنا مع السيدة العذراء مريم بالمخاض.

5/ التكرار في عرض القصة في سور شتى:

يقول المفكر الإسلامي سيد قطب يرحمه الله:"قد يحسب أناس أن هناك تكراراً في القصص القرآني لأن القصة الواحدة قد يتكرر عرضها في سور شتى، ولكن النظرة الفاحصة تؤكد إنه ما من قصة أو حلقة قد تكررت في صورة واحدة من ناحية القدر"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام