4 ـ صبر إبراهيم عليه السلام وهاجر على أقدار الله.
5 ـ اتصاف الله تعالى بصفات منها: الإرادة والمشيئة، والعلم، والقدرة، فقد أراد أن يكون لمكة شأن عظيم، حيث فيها البيت الحرام، فشاء وقدر لإبراهيم عليه السلام أن يترك زوجته وابنه فيها، وعلم ما يحصل لهما، فقدر أن يخرج لهما زمزم؛ ليشربا منه، فتهوي إليها أفئدة الناس من كل مكان، وبذلك تغيرت مكة.
7 ـ تقديم محبة الله عز وجل على أي محبة، حيث قدم إبراهيم عليه السلام محبته تعالى على محبة زوجته وابنه وامتثل لأمر الله في ترك زوجته وابنه في مكة.
8 ـ حفظ الله تعالى لعبده، والتيسير له سبل العيش، فقد حفظ سبحانه هاجر وابنها بمكة ويسر لهما سبل العيش فيها.
عندما هاجر إبراهيم عليه السلام من بلاد قومه، سأل ربّه أن يهبه ولدا صالحا فبشّره الله عز وجل بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام [1] ، الذي ولد من هاجر،
(1) 1 وقال الإمام النووي يرحمه الله، في (تهذيب الأسماء ج 1 / ص 127) :"واختلف العلماء في الذبيح هل هو (إسماعيل) أم (إسحاق) ؛ والأكثرون على أنه (إسماعيل) ، وكان إسماعيل أكبر من إسحاق ..."و قال المرداوي يرحمه الله في (الإنصاف ج 10 / ص 410) :"الذَّبِيحُ إسْمَاعِيلُ عليه السَّلَامُ على أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْن ِ"وذلك لأن الآيات في سورة الصافات بعد أن فرغت من قصة الذبيح أخبرت أن الله كافأ الوالد على صبره على البلاء بأمرين، أولهما: فداء ابنه بذبح عظيم، ثانيهما: بشارته بإسحاق نبيا من الصالحين، ولأن الله تعالى بشر إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب عليهما السلام، فكيف يأمر الله إبراهيم عليه السلام بذبح إسحاق عليه السلام وقد أخبره أنه سيكبر ويتزوج ويولد له ولد اسمه يعقوب، بذلك يكون لا فائدة من الإختبار في الذبح.