فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 121

9 -إثبات أن لله تعالى صفات تليق به تعالى، منها الحلم والرحمة فمن حلمه ورحمته نجى إبرآهيم عليه السلام من كيد قومه ولم يجعل النار تحرقه.

10 -إثبات أن لله تعالى أفعال تليق به سبحانه وهي تختلف عن أفعال البشر، وإن اجتمعت في المسميات، فمثلا الله تعالى قادر على كل شيء حيث جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام فلم تؤذه ولم تحرقه، والبشر لا يستطيعون ذلك، فلا قياس بين أفعال الله تعالى وأفعال البشر.

11 -عناية الله تعالى بالرسل ونصرته لهم حيث نصر إبراهيم عليه السلام على قومه بإفحامه لهم وإقامة الحجة عليهم.

12 -انقياد جميع المخلوقات لأمر الله تعالى، وطاعتهم له، ما عد البشر منهم من أطاع ومنهم من لم يطع، حيث أطاعت النار أمر الله تعالى فكانت بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام ولم تؤذه.

-المبحث الثاني: موقف إبراهيم عليه السلام مع النمرود.

جرت مناظرة [1] بين الخليل إبراهيم عليه السلام وبين الملك نمرود حيث ادعى النمرود أنه هو الإله عنادا وتكبرا وقال لإبراهيم: أخبِرْني ما الذي تعبده وتدعو إلى

(1) ذكر العلامة البغوي يرحمه الله في تفسيره معالم التنزيل اختلاف العلماء في وقت مناظرة إبراهيم عليه السلام للنمرود فقال"واختلفوا في وقت هذه المناظرة قال مقاتل: لما كسر إبراهيم الأصنام سجنه نمرود ثم أخرجه ليحرقه بالنار فقال له: من ربك الذي تدعونا إليه؟ فقال ربي الذي يحيي ويميت وقال آخرون: كان هذا بعد إلقائه في النار وذلك أن الناس قحطوا على عهد نمرود وكان الناس يمتارون من عنده الطعام فكان إذا أتاه الرجل في طلب الطعام سأله من ربك؟ فإن قال أنت باع منه الطعام فأتاه إبراهيم فيمن أتاه فقال له نمرود: من ربك؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت فاشتغل بالمحاجة ولم يعطه شيئا فرجع إبراهيم فمر على كثيب من رمل أعفر فأخذ منه تطييبا لقلوب أهله إذا دخل عليهم فلما أتى أهله ووضع متاعه نام فقامت امرأته إلى متاعه ففتحته فإذا هو أجود طعام ما رآه أحد فأخذته فصنعت له منه فقربته إليه فقال: من أين هذا؟ قالت من الطعام الذي جئت به فعرف أن الله رزقه فحمد الله".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام