سأل إبراهيم عليه السلام ربه بعد أن اعترف له بالربوبية والألوهية التامة أن يريه كيفية إحياء الموتى [1] ، فسأله الله تعالىٹ?ٹ? ? ? [2] فأجابة عليه السلام
(1) 1 قال العلامة القرطبي يرحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القران (ج:1 / ص: 271) "اختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا؟ فقال الجمهور: لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال عليه السلام: ليس الخبر كالمعاينة رواه ابن عباس رضى الله عنه ولم يروه غيره، قاله أبو عمر. .. وقال آخرون سأل ذلك ربه؛ لأنه شك في قدرة الله تعالى. ذكر عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال: رب أرني كيف تحيي الموتى. وذكر حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم الحديث، ثم رجح الطبري هذا القول"
وقال الشوكاني يرحمه الله في تفسيره فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية (ج 1 / ص:108) :"قال ابن عطية: وهو عندي مردود، يعني القول الثاني، ثم قال: وأما قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم فمعناه: أنه لو كان شاكا لكنا نحن أحق به، ونحن لا نشك، فإبراهيم أحرى أن لا يشك، فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم".
الرد على من ظن أن إبراهيم عليهالسلام شك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى:
• ... لقد عصم الله تعالى الأنبياء عليهم السلام من وساوس الشيطان ومن ضمنهم إبراهيم عليه السلام قال تعالى: ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? فكيف بمن عصمه الله تعالى من وساوس الشيطان يكون شاكا في قدرته تعالى على إحياء الموتى
• ... لقد ذكر في القرآن الكريم أن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا قال تعالى: ? ? ? ? ? ? لشدة محبة تعالى له؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها ومنها كما ذكر في القرآن أنه كان صديقا قال تعالى: ? ? ? ? ? ? ? ? ? أي كثير الصدق وكثير التصديق فكيف بمن أتصف بهذه الصفات أن يكون شاكا في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى.
• ... أن إبرهيم عليه السلام حاج قومه في الإحياء والإماتة ٹ?ٹ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? فكيف بمن حاج قومه في قدرة الله على الإحياء والإماتة يكون شاكا في قدرة الله تعالى على الإحياء.
• ... أن المؤمن بالله تعالى لا يصدر منه الشك في قدرة الله تعالى على الإحياء فنبي الله إبراهيم عليه السلام أحرى وأحق ألا يصدر منه الشك.
فمن هنا يتبين أن إبراهيم عليه السلام أراد من سؤاله المعاينة والانتقال من علم اليقين إلى عين اليقين.
(2) 2 سورة البقرة، الآية: 260.