لقد ذكر القران موقف إبراهيم عليه السلام من الأصنام حيث كان له موقف مع والده وقومه.
1/ إبراهيم عليه السلام مع والده:
جرى جدال بين إبراهيم عليه السلام ووالده ءآزر [1] ، حيث دعاه إلى التوحيد ونبذ الشرك وبين له أن الأصنام لا تنفع ولا تضر، وطلب منه أن يتبعه لأن الحق معه وقد أتاه الله العلم والهدى، وبين له أن بعبادته للأصنام يكون قد عبد الشيطان الذي لا يريد إلا الهلاك للإنسان، ومن يفعل ذلك فسوف يستحق العذاب ولن يدفع عنه، ولكن لم يستجب والد إبراهيم لابنه بل خاطبه بجفاء وهدده بالاقتصاص منه بشتمه وإبعاده عنه بالقول القبيح، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أن صبر وقابله بالحسنى ولم يشتمه وسأل له الهداية واستغفر له فقال كما في قوله تعالى:
? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [2] [3] فلما تبين له أن أباه عدوا لله تبرأ منه قال تعالى: ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?) [4] أيضا بجانب ذلك اجتنبه واجتنب قومه، واجتنب عبادة الأصنام، وخص الله تعالى بالعبادة وحده لا شريك له، ورحل إلى أرض الله الواسعة، فعوضه الله تعالى على عمله بأن وهب له إسحاق ويعقوب وجعلهما أنبياء،
(1) ذكر ابن الجوزي يرحمه الله، زاد المعاد ص 70/ 71"وورد عن بعض النسابين والمؤرخين وأهل التفسير أقوال مختلفة في (آزر) على النحو التالي:-"
ـ ... أنه اسم لأبي إبراهيم.
ـ ... أنه اسم لصنم، فأما اسم أبي إبراهيم فتارح.
ـ ... أنه ليس باسم، ولكنه سب بعيب، وفي معناه قولان: أنه المعوج، والثاني: أنه المخطئ.
ـ ... أنه لقب لأبيه وليس باسم.
وذكر الزبيدي يرحمه الله، تاج العروس، ج 3، ص 13"أنه اسم عم إبراهيم"
(2) يقول الطبري يرحمه الله في تفسيره (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) إي إن ربي عهدته بي لطيفا يجيب دعائي إذا دعوته
(3) سورة مريم، الآية: 47.
(4) سورة التوبة، الآية: 114.