يقول المفكر الإسلامي سيد قطب يرحمه الله:"إن هذا التصوير في مشاهد القصة ألوان: لون يبدو في قوة العرض والإحياء، ولون يبدو في تخييل العواطف والانفعالات. ولون يبدو في رسم الشخصيات. وليست هذه الألوان منفصلة، ولكن أحدها يبرز في بعض المواقف، ويظهر على اللونين الآخرين، فيسمى باسمه. أما الحق فإن هذه اللمسات الفنية كلها تبدو في مشاهد القصص جميعًا .. وهنا يوضح المثال، ما لا يوضحه المقال" [1] .
نرى التعبير القرآني بأداة التصوير يحيل الأحداث في القصة إلى مشاهد حية تنبعث فيها الحياة فكأنما نعيش الحدث، ونرى ذلك فيما تشخصه سورة يوسف عليه السلام من هذه العواطف على تعددها فمن عاطفة الأبوة إلى عاطفة البنوة إلى عاطفة الأخوة، أيضا نرى ما تشخصه السورة من انفعالات متنوعة، من غيرة وحسد إلى شهوة ونزوات، إلى غير ذلك.
7/ عدم الالتزام بالسرد القصصي:
فالغاية الأولى من قصص القرآن هي تأملها وأخذ العبرة منها وتصحيح العقائد والأخلاق, حتى ينصلح الفرد والمجتمع, وليست الغاية سردًا تاريخيًا جافا، فالقرآن بكل ما فيه من قصص وغيرها هو كتاب هداية وعبرة بالدرجة الأولى, ٹ?ٹ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [2] .
(1) سيد قطب، التصور الفني في القران، (1 ـ 190) .
(2) سورة يوسف، الآية: 111 ـ 112.