فهرس الكتاب
الصفحة 42 من 121

الذي يساق وطريقة الأداء في السياق، وأنه حينما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار." [1] "

وقد أعطى سيد قطب يرحمه الله مثالا على التكرار من قصة موسى عليه السلام ... ثم قال القصة أشد القصص تكراراً في القرآن. وقد رأينا من هذا الاستعراض نوع التكرار؛ وأنه _فيما عدا ستة مواضع _ إشارات توجيهية إلى القصة اقتضاها السياق؛ أما الحلقات الأساسية فلم تكرر تقريباً؛ وإذا كررت حلقة منها جاءت بشيء جديد في تكرارها. وهذه القصة نموذج للقصص الأخرى، وعلى ضوئها ندرك أن ليس في القصص القرآني ذلك التكرار المطلق، الذي يُخيّل لبعض من يقرأون القرآن، بلا تدقيق ولا إمعان" [2] ."

وذكر الشيخ محمد رشيد رضا يرحمه الله"أنه قد تكرر القصة الواحدة في القرآن، ولكن في تكرارها فوائد في كل منها فائدة لا توجد في الأخرى من غير تعارض في المجموع، لأنها لما كانت منزَّلة لأجل العبرة والموعظة والتأثير في العقول والقلوب؛ اختلفت أساليبها بين إيجاز وإطناب، وذكر في بعضها من المعاني والفوائد ما ليس في بعضها الآخر حتَّى لا تُملَّ ألفاظها ومعانيها، ثُمَّ إن الأقوال المحكية فيها إنما هي معبرة عن المعاني وشارحة للحقائق وليست نقلا لألفاظ المحكي عنهم بأعيانهم، فإن بعض أولئك المحكي عنهم أعاجم، ولم تكن لغة العربي منهم كلغة القرآن في فصاحتها وبلاغتها، هذا وإن اختلاف الأساليب وطرق التعبير في قصص القرآن وفي القرآن عموماً عن المعنى الواحد لا تختلف إلا لكي تفيد في فهمها فائدة لفظية أو معنوية." [3]

6/ إقامة العرض على التصوير:

(1) سيد قطب، إبراهيم حسبين الشاذلي، في ظلال القران، ط 17، (لبنان، بيروت، دار الشروق، 1412 هـ) ، (1 ـ

(2) سيد قطب، التصوير الفني، ص 162

(3) الحسيني، محمدرشيد على رضا بن محمد شمس الدين بهاء الدين القلموني، تفسير المنار، ط 2 (مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990 م) ص 64.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام