إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً. بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين ... وبعد ..
فإن القرآن الكريم منهج رباني نقتبس منه دروب الخيرات، و قد تنوعت فيه أساليب الدعوة إلى الله تعالى، ومن ضمنها القصص القرآني حيث أخذت حيزا كبيرا منه، وبما أن العقيدة الإسلامية هي أساس الدين وعليها تبني حياة الإنسان؛ لذا أحبت الباحثة أن يكون موضوع رسالتها في أثر القصص القرآني في غرس العقيدة الإسلامية، وذلك من خلال قصة إبراهيم عليه السلام.
2 ـ مشكلة البحث:
يشكل القرآن الكريم المصدر الأول لعقيدة المسلم، ويظهر ذلك جلياً من خلال قصص الأنبياء، وبالأخص قصة إبراهيم عليه السلام، ويحكي لنا القرآن الكريم قصة إبراهيم عليه السلام بصور متعددة، وفي مواقف متنوعة، وهي ثرية بدروس العقيدة، التي لها آثارها وبصماتها على الفرد والمجتمع، ونحن في القصة يحتاج إلى جهد