الوادي الموحش المقفر، وهو يمضي في سبيله لا يلتفت إليها، عندئذ قالت: آالله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لا يضيعنا الله عز وجل. ثم رجعت إلى المكان الذي وضعهما إبراهيم فيه مع ولدها، ثمّ انطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ورفع يديه ودعا قائلا: ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [1] وأيضا ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [2] .
وظلت هاجر ترضع ولدها، وتأكل، وتشرب من الزاد الذي تركه إبراهيم حتى نفد، فعطشت وعطش ولدها فأخذت تهرول بين الصفا والمروة، بحثا عن الماء، حتى سمعت صوتا فإذا هو زمزم نبع بعد أن حفره الملك، فشربت وأشربت ولدها، وأخذ الناس تهوي إلى مكة، فأنست بذلك هاجر.
الدروس العقدية المستفادة من القصة:
1 ـ الانقياد، والتسليم لأمر الله تعالى، كما فعل إبراهيم عليه السلام حيث ترك هاجر وابنها في مكة بأمر من الله تعالى.
2 ـ التوكل على الله في جميع الأمور والأخذ بالأسباب حيث ترك إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنها بمكة وترك لهما الزاد.
3 ـ الثقة بالله تعالى فعندما علمت هاجر أن إبراهيم تركها وولدها بمكة بأمر من الله، وثقة بالله وقالت: فإذا لن يضيعنا الله، وتركت إبراهيم عليه السلام يذهب.
(1) سورة إبراهيم، الآية: 37.
(2) سورة البقرة، الآية: 76.