يقول الأستاذ الدكتور بلبول:"لا يعني القران في قصصه بالتفاصيل وتقصي الجزئيات وإنما يعمد إلى مواطن العبرة ويركز على الهدف من الإيمان بالله وتوحيده، والجزاء لمن يؤمن والعقاب لمن كفر، وسنة الله في الوجود أن المستجيب له الحياة المثلى في الدنيا والآخرة وأن المخالف له سوء العقبى [1] ٹ?ٹ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [2] ."
ففي قصة سليمان عليه السلام وملكة سبأ كانت العلاقة بين مشهد النملة ومشهد تفقد الطير وكشف غياب الهدهد ومشهد عودة الهدهد قائمة تتابع وتوالي أما مشهد عودة الهدهد ومشهد اجتماع البلاط الملكي في مملكة سبأ بينهما فجوة وهي الأحداث التي وقعت عقب أمر سليمان الهدهد بأن يذهب إلى مملكة سبأ بكتابه، وجمع الملكة حاشيتها لأخذ رأيهم في كتاب سليمان، غير أن الدارس المتخصص يتبين أن بواسطة هذه الفجوة تم الربط الفني بين المشهدين فأصبحا متعانقين يسيران بالحدث الرئيسي في طريق مستقيم دون تراكمات أو صوارف تبعد المتلقي عن الغاية من القصة ..." [3] "
-تنوع طريقة المفاجأة:
لقد استخدم القرآن الكريم في القصص القرآني عنصر المفاجأة ليؤثر على المتلقي ويجذب انتباهه لغاية القصة، فمن أشكال تنوع طريقة المفاجأة
أ ـ فمرة يكتم سر المفاجأة عن البطل و عن النظارة، حتى يكشف لهم معا في آن واحد .. مثال ذلك: قصة موسى مع العبد الصالح العالم في سورة الكهف
(1) بلبول، مرجع سابق، ص 265.
(2) سورة الأعراف، الآية: 96
(3) عوضين، مرجع سابق، ص 141.