فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 105

أصبح مِنَ الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية. ذكره أبو بكر الخطيب ونقله ابن كثير والقرطبي في تفسيريهما، إن المولى عز وجل رسم للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين صورة مشرقة من الثناء العطر والمحامد الكريمة في وصف بديع شيق؛ حيث وصفهم سبحانه بالشدة على أهل الكفر والإلحاد، والرحمة لإخوانهم أهل التقوى والإيمان؛ حيث عَدَّد سبحانه من صفاتهم الخضوع لله في ركوعهم وسجودهم وقيامهم وقعودهم لطلب العفو من الله والفوز برضوانه، رسمها لهم في ملامح التقوى التي تنير بها وجوههم من أثر السجود في منظر يُشَوِّق النفس ويبتهج له الفؤاد، بحيث لا يحقد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منحرف، ولا يُكِنُّ لهم الكراهية إلا كافر عدو لله ولرسوله ولكتابه وسنة نبيه وشرعه القويم، قال جل جلاله وهو أصدق القائلين: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} . [الفتح:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام