بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى توكيل من الله، والإسلام لا يعرف التوكيلات، وأنا مواطن في دولة مدنية، ولست فردًا في دولة الخلافة الإسلامية! والمشايخ لا يدعون إلى مصادرة كتبي؛ بل إلى قتلي واغتيالي؛ ولكن أفكاري ستبقى مخلدة!!
أقول: إن التاريخ لا يرحم ولا يجامل ولا يحابى ولا يبخس ولا يداهن ولا يظلم أحدًا على حساب أحد، فما يكتبه أصحاب الأفكار السليمة، وحتى المنحرفة ستبقى مخلدة، كما أبقى الله جل شأنه فكر الأنبياء والصالحين؛ حيث سَجَّلَ فكر أبي بكر الصديق وعدله وهو يخاطب النخبة المختارة من صحابة محمد صلى الله عليه وسلم حين قال قولته الخالدة:"أيها الناس، لقد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، ولكني أثقلُكم حملًا؛ فإن رأيتم مني خيرًا فأعينوني، وإن رأيتم شرًا فقوموني". وبقيت دعاوى الفراعنة والملحدين مخلدة كما هي؛ فهناك فكر فرعون وكفره حين سجَّله الله عز وجل عليه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26] ؛ ففكر الصالحين يتوارثه أتباعهم إلى يوم القيامة مع حسن الثناء، وفِكْرُ الملاحدة يتوارثه أتباعُهم إلى يوم القيامة مع الخيبة وانقطاع الأمل، وكُلُّ خَلَفٍ يُرَدِّدُ مقالةَ سَلَفٍ في الخير والشر؛ انظر إلى فرعون عليه من الله ما يستحق