فهرس الكتاب
الصفحة 64 من 207

الذي يطلبه بنفسه أو نائبه، وذلك من جملة الأسباب التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها، بل يعتمد على المُسبِّب الذي أوجد السبب والمسبَّب [1] وهذه العبادات -التوكل والخوف والرجاء - من نتائج الربوبية لذلك فقد يصدر ذلك من عابد الوثن بسبب معرفته بالربوبية وأما عبادته سبحانه بالإخلاص دائما في الشدة والرخاء فلا يعرفونها وهي نتيجة الإلهية، قال الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- عند كلامه عن توحيد الربوبية ونتائجه والعلاقة بينه وبين الألوهية: « ... ومما يوضح لك الأمر أن التوكل من نتائجه والتوكل من أعلى مقامات الدين ودرجات المؤمنين وقدر تصدر الإنابة والتوكل من عابد الوثن بسبب معرفته بالربوبية كما قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ} [الزمر: 8] ، وأما عبادته سبحانه بالإخلاص دائما في الشدة والرخاء فلا يعرفونها وهي نتيجة

الإلهية، وكذلك الإيمان بالله واليوم الآخر، والإيمان بالكتب والرسل وغير ذلك وأما الصبر والرضا والتسليم والتوكل والإنابة والتفويض والمحبة والخوف والرجاء فمن نتاج توحيد الربوبية» [2] .

(1) انظر: تيسير العزيز الحميد (ص:497) .

(2) الدرر السنية (2/ 33) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام