فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 207

بسم الله الرحمن الرحيم

الشرح

ابتدأ المصنف بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وتأسيًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في مكاتباته ومراسلاته، وقد اتفق أئمة الإسلام على البدء بالبسملة في كتب العلم، حكى ذلك الاتفاق غير واحد منهم، ومنهم الحافظ ابن حجر -يرحمه الله- كما في أولى مجلدات (فتح الباري) [1] .

الباء في «بسم الله» للمصاحبة وقيل للاستعانة فيكون التقدير: بسم الله أؤلف حال كوني مستعينًا بذكره متبركًا به وهي متعلقة بمحذوف، اختار كثير من المتأخرين كونه فعلًا، خاصًّا، متأخرًا.

أما كونه فعلًا؛ فلأن الأصل في العمل للأفعال. وأما كونه خاصًّا؛ فلأن كل مبتدئ بالبسملة في أمر يضمر ما جعل البسملة مبدأ له، فقدر بكونه خاصا ليكون أدل على المراد، وأما كونه متأخرًا؛ فلدلالته على الاختصاص، ولأن أهم ما يبدأ به ذكر الله تعالى.

وذهب البعض إلى كون الباء متعلقة بمحذوف قدروه اسمًا.

ويرى الحافظ ابن كثير أنه سواء قدرنا المتعلق بالباء اسمًا أو فعلًا، فكلاهما صحيح وكل قد ورد في القرآن الكريم [2] .

(1) انظر: فتح الباري (1/ 14) .

(2) انظر: تفسير ابن كثير (1/ 18) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام