6 -وروى الشيخان عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال في مرض موته: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، يحذر ما صنعوا [28] .
فقد فهما أن اللعنة غير خاصة بأهل الكتابين، وأن المقصود تحذير المسلمين من فعلهم، حتى لا تشملهم لعنتهم، ومنزلتهما في العلم والدين منزلتهما.
وتقدم (*) حديث أبي سعيد الخدري في سلوكنا سبيل من قبلنا في المخالفة؛ فكان الواجب أن نعتني بما نزل في غيرنا لنحفظ أنفسنا من مشابهتهم في العقائد الزائفة، والأقوال المنكرة، والأفعال الخاطئة.
7 -وفي"سيرة الحسن البصري"لأبي الفرج ابن الجوزي: أن الحسن قال:"رحم الله رجلًا خلا بكتاب الله، وعرض عليه نفسه، فإن وافقه، حمد ربه وسأله المزيد من فضله، وإن خالفه؛ تاب وأناب ورجع من قريب" [ص:45]
8 -وقال أبو عبد الله الأبلي التلمساني المتوفى منتصف القرن الثامن:"لولا انقطاع الوحي؛ لنزل فينا أكثر مما نزل في بني إسرائيل"لأننا أتينا أكثر مما أتوا". نقله ابن مريم في"البستان" (218) ."
9 -وقال الحافظ ابن حجر المتوفى منتصف القرن التاسع في"فتح الباري"بعدما أشار إلى كثرة ما أنذر به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمته:"وقد وقع معظم ما أنذر به، وسيقع بقية ذلك" (13/ 256) .
(28) أخرجه البخاري (1/ 532/ 435 و436) ، ومسلم (1/ 377/ 531) .
(*) مضى مخرجاً برقم (19) .