فهرس الكتاب
الصفحة 39 من 447

فَاسِقُونَ [الحديد: 116] وكاد دين الإِسلام يعتريه ما اعترى الأديان قبله، فتطغى بدع أهله على سننه وتغشاها، لولا ما خص الله به هذا الدين من حفظه بحفظ كتابه وبقيام علماء ربانيين على تبليغه:

قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .

وقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله، وَهُمْ ظَاهِرُونَ» [1] . أخرجه الشيخان، وفسر البخاري هذه الطائفة بأهل العلم.

وقال أيضاً: «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِئَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» [2] . رواه أبو داود والطبراني في"الأوسط"، وصححه الحاكم، واعتمده الأئمة.

(1) أخرجه البخاري في"صحيحه" (13/ 293، برقم: 7311 - بشرح الفتح) ، ومسلم في"صحيحه" (3/ 1523، برقم: 1921 - طبعة فؤاد عبد الباقي) من حديث المغيرة بن شُعبة رضي الله عنه.

(2) صحيح: أخرجه أبو داود في"سننه" (2/ 209 - التازية) ، والحاكم في"المستدرك" (4/ 522) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وعزاه في"المقاصد الحسنة"للطبراني في"الأوسط"أيضاً، وفي"الجامع الصغي"للبيهقي في"المعرفة".

قال الحافظ السخاوي [ص:203] :"وسنده صحيح، ورجاله كلّهم ثقات، وكذا صححه الحاكم، فإنه أخرجه في"مستدركه"... وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث. وانظر:"تمييز الطيب" (313) لابن الديبع."

وفي"فيض القدير" (2/ 282) للمناوي:"قال الزين العراقي وغيره: سنده صحيح".

وانظر:"الصحيحة" (599) ، و"صحيح الجامع الصغير" (1870) ، و"صحيح سنن أبي داود" (3606) لمحدّث العصر: شيخنا الألباني حفظه الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام