4 -وعن ابن مسعود؛ أنهم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن آية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [ال عمران: 169] ؛ فقال: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلاعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ فَقَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟! فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ! نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا» . أخرجه مسلم (173) .
5 -وعن جابر بن عبد الله- وقد استشهد أبوه يوم أحد-، أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له: «أَعَلِمْتَ أَنَّ اللهَ أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ. فَقَالَ لَهُ: أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا فَأُقتَلُ فِيكَ مَرَّةً أُخْرَى. فَقَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ» . أخرجه أحمد (174) .
6 -وعن كعب بن مالك، أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ» (175) . أخرجه أحمد عن
(173) أخرجه مسلم (3/ 1502 - 1503/ 1887) ، والترمذي (8/ 361 - 362/ 3198) ، وقال:"حسن صحيح"، وابن ماجه (2801) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(174) حسن: أخرجه أحمد (3/ 361 - مصورة المكتب) ، والترمذي (8/ 360/ 3197) ولفظه أتم، وكذا ابن ماجه (190 و2800) ، والحاكم (3/ 203 - 204) ، من طريقين عن جابر، وقال الترمذي:"حديث حسن غريب"، وقال الحاكم:"صحيح الإِسناد"، وصححه ابن القيّم في"حادي الأرواح" [ص:301] ، وحسنه المنذري في"الترغيب" (3/ 138) ، وهو كما قال.
وأخرجه الحاكم (3/ 203) أيضاً من حديث عائشة وقال:"صحيح الإِسناد"! وتعقبه الذهبي في"التلخيص"بقوله:"فيض كذاب".
قلتُ: وشيخه أبو عمارة الأنصاري فيه لين كما في"التقريب".
(175) صحيح: =