فهرس الكتاب
الصفحة 216 من 447

كلمة الشارع في الرؤيا والإلهام، ثم نمثل لهما بمثالين كثر إيرادهما في مبحث الكرامات:

أما الإِلهام؛ فالمراد به الإِلهام الخاص دون العام الذي قال الله فيه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 - 8] .

والإِلهام الخاص هو الذي عبر عنه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالتحديث؛ إذ قال: «لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ؛ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ؛ فَإِنَّهُ عُمَرُ» [64] . أخرجه الشيخان.

وعبر عنه أيضاً بالفراسة، فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ؛ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ» ، ثم قرأ قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] [65] ؛ قال:"المتفرسين".

(64) أخرجه البخاري في (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، 7/ 42/ 3689) عن أبي هريرة، ومسلم في (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه، 4/ 1864/ 2398) عن عائشة.

(65) ضعيف: أخرجه الترمذي (8/ 554 - 555/ 5133 - تحفة) ، وغيره- ممن ذكرهم المؤلف- من طريق عطيّة عن أبي سعيد الخُدري به، وقال:"هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه". قلتُ: وعلّته عطيّة- وهو ابن سعد العوفي الكوفي-؛ فإنه ضعيف مدلّس كما في"الميزان"و"التقريب".

وللحديث طرق أخرى عن غير واحد من الصحابة، لكن كلّها معلولة لا يصح منها شيء.

انظر:"المقاصد الحسنة" (23) للسخاوي، و"الضعيفة" (1821) للألباني.

"تنبيه": وأمّا زيادة المؤلف في آخر هذا الحديث:"قال: المتفرسين"؛ فلم أقف عليها مرفوعة إلى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهي مدرجة! نعم، قال الترمذي بعد قوله السابق:"وقد رُوي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} ، قال: لِلمتفرسين"، والعلم عند الله تبارك وتعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام