يوضح ذلك: أنه قال:" «لا تجعلوا قبري عيدًا» " [1] ولو كان يشرع لكل مذنب أن يأتي إلى قبره ليستغفر له لكان القبر أعظم أعياد المذنبين، وهذا مضادة صريحة لدينه وما جاء به، ولو كان مشروعًا لأمر به أمته وحضهم عليه [2] ورغبهم فيه [3] ولكان الصحابة وتابعوهم [4] بإحسان أرغب شيء [5] فيه، وأسبق إليه، ولم ينقل عن أحد منهم قط- وهم القدوة- بنوع من أنواع الأسانيد [6] أنه جاء إلى قبره ليستغفر له، ولا شكى [7] إليه ولا سأله، والذي صح عنه مجيء القبر للتسليم فقط هو ابن عمر، وكان يفعل ذلك عند قدومه من السفر، ولم يكن يزيد على التسليم شيئًا [8] البتة، ومع هذا فقد قال عبيد الله بن عمر العمري الذي هو أجل أصحاب نافع أو من أجلهم:"ما نعلم أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك إلاَّ ابن عمر"، ومعلوم أنه لا هدي أكمل من هدي الصحابة، ولا تعظيم للرسول فوق تعظيمهم، ولا معرفة لقدره فوق معرفتهم، فمن خالفهم إما أن يكون أهدى منهم أو يكون [9] مرتكبًا لنوع من البدع، كما قال
(1) أخرجه أبو داود (2042) . وانظر: تحذير الساجد للألباني (96) ، وصححه في صحيح الجامع (7226) . وسبق تخريجه في"كشف ما ألقاه إبليس"ص (206) .
(2) ساقطة من (م) .
(3) ساقطة من (م) .
(4) في (ق) و (ك) :"والتابعون لهم".
(5) في (ق) و (المطبوعة) :"الناس"، وساقطة من (ح) .
(6) في (ق) و (م) :"المسانيد".
(7) في (ق) :"شكر".
(8) في (ق) و (م) :"شيئا على ذلك".
(9) "أو يكون"ساقط من (ق) و (م) .