فصل قال المعترض: (ومع ما ذكرناه جعل هذا الرجل مواضع [1] . دعوته -صلى الله عليه وسلم- ومنبع النبوات بلاد كفر، لا يجوز السفر إليها، ومن جاءه منها راغبا لدنياه سماه مهاجرا، قد صحَّ عنه -صلى الله عليه وسلم- في [2] . الصحيح:" «إن الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» " [3] . وأنها آخر بلاد المسلمين خرابا في آخر الزمان، فصح أن الإسلام ملازم [4] . لها، وأرشد -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام أيام الفتن [5] . وأنها عقر الإسلام ومعقل الإيمان، ومع ذلك صوب هذا الرجل نفسه على خطئه، وخطَّأ علماء الأمة، وكفّرهم بخطئه، وقد قدمنا استشهاد الله تعالى جلَّ ذكره [6] . بهم، وما رواه ابن عدي والبيهقي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله» " [7] .
(1) في (ق) :"منابع"، وفي (ح) :"موضع".
(2) في (ق) و (م) زيادة:"الحديث".
(3) أخرجه البخاري (1876) ، ومسلم (147) ، والترمذي (2630) ، وابن ماجه (3111) ، وأحمد (2 / 286، 422) .
(4) في (ق) و (م) :"ملازما".
(5) في (ق) و (م) :"أيام الفتن إلى الشام".
(6) "جل ذكره"ساقطة من (ح) و (المطبوعة) .
(7) تقدم. انظر: ص (197) ، هامش 1، وص (355) ، هامش 4.