لا يزال في مزيد، وإيمانهم قهر أهل الكفر والشرك والتنديد، وعادت تلك البقاع والأماكن من أفضل مساكن أهل التوحيد.
وأما قوله: (إنَّ العرب نصَّت على أن لغة أهل اليمامة أركّ اللغات فأين تأتي لهم الفصاحة) ؟ .
فبنو حنيفة من أعيان العرب ورؤوسهم، وهم من أفصح اللغات، ولا أصل لقول هذا المعترض، ما قال أحد بعيب لغتهم وذمها [1] وقوله: (نصت العرب) .
دليل على كذبه وجهله بمعاني الكلام، فإن العرب يدخل فيهم من ليس بأعجمي النسب واللسان، فيقع على من سكن الجزيرة بأجمعها إلى حدود مصر والشام، ومن ساحل [2] اليمن إلى ساحل [3] العراق، وأين نصّ هؤلاء؟ ومن الذي قاله منهم؟ وهذا أبلغ من حكاية الإجماع.
وأما قوله: (فأين تأتي لهم الفصاحة) ؟ .
فهذا تركيب ركيك، فإن"أتى يأتي"يتعدَّى بنفسه، فالركيك تركيب المعترض وكلامه.
وقوله: (وقد أثبت فيهم النبي [4] صلى الله عليه وسلم الجفا) .
فيقال: عيب بني حنيفة أكبر من الجفاء وأغلظ [5] وأما الجفاء فلم
(1) في (ق) :"لا ذمها".
(2) في (ق) :"سواحل".
(3) في (ق) :"سواحل".
(4) ساقطة من (ق) .
(5) في (ق) :"وغلط".