وأعجب شيء أنه استدل على إيمان من يسب دين الرسول ومدح الشرك بأنه لو رأى الرسول صلى الله عليه وسلم لوقاه بنفسه، ولم يرفع إليه بصره تعظيما له.
فيقال لهذا المفتري: وما يشعرك أنه لو رآه لكفر به كما كفر بدينه.
قال تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ - وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 109 - 110] [الأنعام / 109، 110] .
ثم لو وقى الرسول بنفسه [1] ولم يرفع إليه بصره، وبذل له ماله كما فعل أبو طالب، أي شيء يغني عنه ذلك مع مسبة التوحيد وعدم التزامه [2] ومدح الشرك والثناء على أهله؟ والإسلام والإيمان وراء ذلك كله، لا بد فيه من معرفة الحق وإمارته والانقياد له وإيثاره على ما عداه، والجهل بحدود ما أنزل الله أوجب لهؤلاء الفجار أن يتلاعبوا [3] بدين الله ويقوموا [4] في نصر الكفر والكفار، فالحمد لله على ردع هؤلاء وكبتهم، وإظهار خزيهم وكشف جهلهم.
وأما قوله: (ثم إن هذا الرجل جعل" [5] أهل الكويت الذين، شيدوا المساجد والمنار لداعي الفلاح، وأظهروا شعائر [6] الإسلام وبذلوا"
(1) ساقطة من (م) .
(2) في (ح) :"وعدم مدح".
(3) في (ح) و (المطبوعة) :"تلاعبوا) ."
(4) في (المطبوعة) : (وقاموا) .
(5) هذا الرجل جعل"ساقطة من (ق) ."
(6) في (ق) و (م) :"شرائع".