فهرس الكتاب
الصفحة 468 من 589

ولا كذلك من دعي إلى قبره ليستغفر له، ومن سوى بين الأمرين وبين المدعوين وبين الدعوتين فقد جاهر بالباطل، وقال على الله وكلامه ورسوله [1] وأمناء دينه غير الحق.

وأما دلالة الآية على خلاف تأويله: فهو أنه سبحانه صدَّرها بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ [2] إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} [النساء: 64] [3] [النساء -64] .

وهذا يدل على أن مجيئهم إليه ليستغفر لهم؟ إذ ظلموا أنفسهم طاعة له؟ ولهذا ذم من تخلف عن هذه الطاعة، ولم يقل مسلم قط إن على من [4] ظلم نفسه بعد موته أن يذهب إلى قبره ويسأله أن يستغفر له، ولو كان هذا طاعة له لكان خير القرون قد عصوا هذه الطاعة وعطلوها ووفق لها [5] هؤلاء الغلاة العصاة وهذا بخلاف قوله: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] [النساء / 65] .

فإنه نفى الْإِيمان عمن لم يحكمه، وتحكيمه هو تحكيم [6] ما جاء به حيًّا وميتًا، ففي حياته كان هو الحاكم [7] بينهم بالوحي، وبعد وفاته نوابه وخلفاؤه.

(1) في (ق) :"وكلام رسوله".

(2) ساقطة من (م) .

(3) في بقية النسخ زيادة: فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول.

(4) في (ق) :"في".

(5) في (م) :"له".

(6) في (المطبوعة) :"التحاكم إلى".

(7) في (ح) و (المطبوعة) :"الحكم".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام