ويا لله العجب؛ أكان ظلم الأمة لأنفسها ونبيها [1] بين أظهرها موجودًا وقد دعيت فيه إلى المجيء إليه (ليستغفر لها وذم من تخلف عن هذا المجيء. فلما توفي صلى الله عليه وسلم ارتفع ظلمها لأنفسها بحيث لا يحتاج أحد منهم إلى المجيء إليه) [2] ليستغفر له؟ .
وهذا يبين أن هذا التأويل الذي تأول عليه [3] المعترض [4] هذه الآية تأويل باطل قطعًا، ولو كان حقًّا لسبقونا إليه علمًا وعملًا وإرشادًا ونصيحة، ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنَّة لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بيَّنوه للأمة، فإنه يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه، واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر [5] فكيف إذا كان التأويل (يخالف تأويلهم ويناقضه، وبطلان هذا التأويل) [6] أظهر من أن يطنب في رده وإنما ننبه [7] عليه بعض التنبيه.
ومما يدل على بطلان تأويله قطعًا: أنه لا يشك مسلم أن من دُعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في [8] حياته، وقد ظلم نفسه ليستغفر له، فأعرض عن المجيء وأباه مع قدرته عليه كان مذمومًا غاية الذم، مغموصًا بالنفاق،
(1) في (ق) و (م) زيا دة:"حي".
(2) ما بين القوسين كله ساقط من (ق) و (م) .
(3) في (ق) و (م) :"عليه هذا"، وفي (المطبوعة) :"نقله".
(4) في (المطبوعة) زيادة:"مقلد أسلافه في تأويل". والمقصود بالمعترض هنا (السبكي) .
(5) في (ق) :"المتأخر".
(6) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(7) في (م) :"ذه وإنما نبه".
(8) في (ق) و (م) زيادة:"حال".