خير القرون على الإطلاق- هذا الواجب الذي ذم الله سبحانه من تخلف عنه، وجعل [1] التخلف عنه من أمارات النفاق، ووفق له من لا يؤبه [2] له من الناس ولا يعد في أهل العلم؟ فكيف أغفل هذا أئمة الْإِسلام؟ وهداة الأنام من أهل الحديث والفقه [3] والتفسير، ومن لهم لسان صدق في الأمة، فلم يدعوا إليه ولم يحضوا عليه؟ ولم يرشدوا إليه، ولم يفعله أحد منهم البتة؟ بل [4] المنقول الثابت عنهم ما قد عرف مما يسوء الغلاة فيما يكرهه وينهى عنه من الغلو والشرك والجفاء عما يحبه ويأمر به من التوحيد والعبودية [5] ولما كان هذا المنقول شجى في حلوق الغلاة، وقذى في عيونهم، وريبة في قلوبهم، قابلوه بالتكذيب والطعن في الناقل، ومن استحيا منهم ومن أهل [6] العلم بالآثار قابله بالتحريف والتبديل؛ ويأبى الله إلاَّ أن يعلى منار الحق ويظهر أدلته ليهتدي المسترشد [7] وتقوم الحجة على المعاند، فيعلى [8] الله بالحق من يشاء ويضع بردّه وبطره وغمص أهله من يشاء.
(1) في (المطبوعة) :"وجهل".
(2) "من لا"ساقطة من (ق) و (م) ،"لا"ساقطة من (المطبوعة) .
(3) ساقطة من (المطبوعة) .
(4) في (ح) :"من".
(5) في (ق) و (م) :"العبودية والتوحيد".
(6) في (المطبوعة) :"له بعض"، وفي (ق) : (معلم) .
(7) في (ق) :"الألته ليهد المسترشدين".
(8) في (ق) و (م) :"فيعطى".