جوده [1] -صلى الله عليه وسلم- ومن فيض كرمه، هذا محل النزاع، فأخذ الغبي يستدل على ذلك بما لهم من الكرامة [2] والحياة التي هي فوق حياة الشهداء، وأن عيسى يحيي الموتى ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أفضل منه، وقصده أنه يدعى لمثل ذلك، وما هو أبلغ منه، والنصارى احتجُّوا على دعاء عيسى وعبادته وإلهيته بهذه الحجج [الداحضة] [3] وأمثالها، فنعوذ بالله من الخسران.
صار قصارى أمر هذا الرجل وغاية دينه، أن يحتج بالمعجزات والكرامات على دعاء غير الله، اللهمَّ [4] مقلِّب القلوب ومصرفها صرِّف قلوبنا إلى طاعتك وتوحيدك والإيمان بك وبرسلك.
وأما قوله: (أفيظنهم هذا الرجل أمواتا) . فعبارة جاهل لا يفرّق بين حياة الأنبياء والشهداء بعد الموت، وحياتهم في الدنيا، فظن الغبي أنها هي الحياة الدنيوية؛(ولذلك نفى الموت، والله تعالى يقول: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] [الزمر -30] .
[156] والحياة) [5] البرزخية تجامع الموت ولا تنافيه كحال الشهداء.
وقد تقدم أنَّ هذا الرجل أشبه برجال [6] الجاهلية الأولى، لم [7]
(1) في (ق) :"وجوده".
(2) في (ق) :"الكرامات".
(3) ما بين المعقوفتين إضافة من بقية النسخ.
(4) في (ح) و (المطبوعة) زيادة:"يا".
(5) ما بين القوسين ساقط من (ق) .
(6) في (المطبوعة) :"ألصق الناس بـ".
(7) في (ح) و (المطبوعة) :"ولم".