من الله شيئا»" [1] أفيظن هذا الغبي أن الرسالة والنبوة والكرامة والحياة البززخية أو الدنيوية توجب صرف القلوب إلى غير الله، وقصد من سواه، واتِّخاذ الأنداد والشفعاء [2] ؟ وقد ذكر الله هذا عن المشركين وقرَّر كفر فاعله، وأخبر أنهم لا يملكون [3] لهم ضرًّا ولا نفعا، ولا [4] موتا ولا حياة ولا نشورا."
وقال تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 80] [آل عمران -80] . فأخبر تعالى أن قصدهم [5] بالعبادات، والالتفات إليهم بالتألهات اتخاذ [6] لهم أربابا، وأنه كفر بعد الإسلام.
ودندنة [7] هذا المعترض بذكر الحياة ونفي الموت عنهم، وأن عيسى أعطي إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير، وأنَّ نبينا أفضل منه؛ كل هذا دندنة [8] حول دعائهم مع الله، وأنهم يقصدون لتلك المطالب، وقد علم أنَّ النزاع بيننا وبينه في دعائهم للشدائد، ونسبة علم الغيب إليهم، وأن الدنيا والآخرة من
(1) تقدم تخريجه، انظر: ص (291) ، هامش 4.
(2) في (المطبوعة) زيادة:"من دونه".
(3) في (المطبوعة) :"لأنفسهم".
(4) في (المطبوعة) زيادة:"يملكون"، حيث ساقت مساق الآية.
(5) في (المطبوعة) :"قصد أنبيائه ورسله".
(6) في (الأصل) و (م) :"اتخاذا"، وليس صوابا.
(7) في (المطبوعة) :"وشنشة".
(8) في (المطبوعة) :"وشنشة".