فهرس الكتاب
الصفحة 96 من 123

محدَّثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب" [1] ، وقد وافق رضي الله عنه الوحي في مسائل عديدة نزل بها القرآن الكريم، وقتل شهيداً وهو يؤم الناس في الصلاة، فرضي الله عنه وأرضاه."

وقوله (ثم عثمان ذو النورين) أي: أنه بعد عمر في الفضل، وهو عثمان بن عفان من بني أمية، وقوله ذو النورين لأنه تزوج بنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم هما رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما وأرضاهما، وكان اختيار عثمان للخلافة من قبل أهل الشورى الذين عينهم عمر بن الخطاب ورعاً منه أن يتحمل تبعة تعيين الخليفة من بعده، وقد كان سخياً بماله في سبيل الله تعالى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من يحفر بئر رومة فله الجنة؛ فحفرها عثمان، وقال: ومن جهز جيش العسرة فله الجنة؛ فجهزه عثمان" [2] ، وقد قُتل شهيداً في الفتنة رضي الله عنه وأرضاه،

وقوله (ثم علي المرتضى) أي: أنه بعد عثمان في الفضل وذلك لاختيار أهل الشورى لعثمان، وهو أول من أسلم من الصبيان، وهو زوج ابنته صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها، وابناه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وقوله المرتضى إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى" [3] ، وهو رضي الله عنه الذي فتح الله على يديه في خيبر حيث أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية وقال:"لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" [4] ، كان من فقهاء الصحابة وهو أقضاهم حتى يقال: قضية ولا أبا حسن لها، وهو رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين، قُتل شهيداً رضي الله عنه وأرضاه.

وقوله (رضي الله عنهم أجمعين) : هذا هو المعتقد الصحيح في صحابة رسول الله وهو معرفة الفضل لهم جميعاً مع اعتقاد تفاضل بعضهم على بعض، لكنهم مشتركون في الفضل في أصل الصحبة فوجب الترضي عنهم جميعاً.

وقوله (لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:"كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حيٌ: أفضلُ هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فلا ينكره" [5] أي: أن هذا التفضيل ليس بالتشهي والهوى، وإنما نتوقف فيه عند دليل الشرع، والأدلة على هذا التفضيل والترتيب كثيرة ليس

(1) صحيح البخاري - حديث 3282، وصحيح مسلم - حديث 2398

(2) أخرجه البخاري معلقاً بالجزم

(3) صحيح البخاري - حديث 3503، وصحيح مسلم - حديث 2404

(4) صحيح البخاري - 2847، وصحيح مسلم - حديث 2406

(5) صحيح البخاري - حديث 3494 ولفظه:"كنا في زَمَنِ النبي صلى الله عليه وسلم لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ"، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة - حديث 857، وفي مسنده - حديث 4626، والترمذي - حديث 3707

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام